أرقب في خضم المعترك الثوري العربي الصراع الديني وشيوخ، باعتبارات الفوارق بين الدين والتدين ومظاهر التدين، وتمركز المؤسسات التسلطية باسم التدين ومظاهر التدين نفسه إزاء مؤسسات الإنسان والمجتمع وما تشكله من جذور وطقوس وتمظهرات ثقافية وحضارية مستمرة، ولا زالت مؤسسات التدين ومظاهره تتعامل بصلف ومكابرة ضد مؤسسات الإنسان والمجتمع.
تفقد مؤسسات التدين ومظاهره حركية الزمن وتطورات الإنسانية ومجتمعاتها، بل إنها تكشف عن دأبها في تدمير العلاقة بينها وبين مجتمعاتها التي تعدها جزءاً من ذهنيتها وسلوكها وذاكرتها، ولا أدل من ذلك بادعائها في مثالين أسوقهما بأن تكيل تهمة الرذيلة وازدراء الدين أو تهمة الردة أو تهمة التطاول إزاء الفعل الإنساني والفعل الثقافي، وهو موضوع هذا المقالة.
تأتي التهمة الأولى، وهي تهمة الرذيلة وازدراء الأديان للشابة المدونة والناشطة علياء المهدي(مواليد 1991) بسبب نشرها في مدونتها "مذكرات ثائرة" تحت عنوان "فن عاري"(23 أكتوبر 2011) صورة لها عارية، ولشاب عار يحمل جيتار، وبورتريهات عراة، وكتبت تدافع عن نشر صور الجسد العاري بقولها" "حاكموا الموديلز العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينات وأخفوا كتب الفن وكسروا التماثيل العارية الأثرية, ثم اخلعوا ملابسكم و انظروا إلى أنفسكم في المرآة واحرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير"، وعلى إثر وضع صورتها مع حركة 6 إبريل حصل ارتباك إعلامي كبير ما دفع إلى طردها من ميدان التحرير رغم وصول عدد زائري صفحتها لأكثر من 50 ألف شخص إلا أنها لم يثنها الأمر عن أن تدفع بالأمور أقصاها حين نسبت نفسها لوالدتها هكذا عالية ماجد المهدي،وواصلت عملها الحقوقي غير آبهة بما حدث.
وهو تعبير عن موقف ذهني وسلوكي حيال تملك الجسد الفردي، باعتباره يمثل الوجود الرمزي للتعبير عن الجنسانية وتمثيلها، فالجسد الأنثوي وهو عنصر من عناصر الجنسانية محاصر وملغى في مقابل الجسد الذكوري الذي يتجلى ويؤمثل في المجال الرياضي والإعلامي والفني وعروض الأزياء بينما تنعدم مجالاته مقابل إدانته وقمعه وعقابه اجتماعياً ودينياً وسياسياً، فالجسد مستعمرة دينية واجتماعية وسياسية.
وأما الثانية تهمة الردة للشاب السعودي المغرد حمزة كشغري(مواليد 1989) وجهت له ثلاثين ألف تغريدة وأنشئت صفحة"الشعب يريد القصاص من حمزة كشغري"، وذلك عندما كتب مجموعة من التغريدات موجهة للنبي محمد بمناسبة مولده (4 فبراير 2011)، ومن تلك التغريدات:"في يوم مولدك لن أنحني لك، لن أقبل يديك، سأصافحك مصافحة الند للند، وابتسم لك كما تبتسم لي وأتحدث معك كصديق فحسب .. ليس أكثر"، والنموذج الثاني:
"في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت، سأقول إنني أحببت أشياء فيك، وكرهت أشياء أخرى ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى!". والثالث:"في يوم مولدك سأقول إنني أحببت الثائر فيك، لطالما كان ملهمًا لي ولم أحب هالات القداسة، لن أصلي عليك ..". وقد اضطر إلى الفرار إلى ماليزيا محاولة لتجنب التحريض على قتله غير أنه أعيد منها إلى السعودية بعد محاولة فاشلة للجوء إلى بولندا، ورضخ للتوبة في المحكمة.
وتكشف مجموعة التغريدات عن ذهنية الإدانة لصورة النبي المغلقة التي ينعدم معها التواصل معه بوصفه مبلغ رسالة وتحوله بـ"المخيال الفقهي"إلى "شخصية مستعلية ومؤلهة" تستعصي على بشريتها، وطرح الأسئلة عليها، وهذا إيحاء بانغلاق الجسور الإيمانية والروحية رغم أن الشاب كشغري يقيم في جدة الواسطة بين المدينتين المقدستين: مكة والمدينة.
وكشفت قضية كشغري أكثر من أمر في المجتمع السعودي المعاصر. أولها مسؤولية الفرد أو الحرية الفردية، والثاني عصر انهيار الأديان بصورها التقليدية والموروثة، والثالث استحكام الشر في الهمجية البشرية. ويمكن استقراء ملاحظات أخرى لفهم موجة التحريض والتشهير ضده بحكم الردة المبنية على أمور منها البارزة:
استضعاف فئوي وطبقي للشخص نفسه، ورخصة العاطفة الدينية والإيديولوجية، وفائض عجز التكيف الحضاري.وأما ما يخص مسألة الاستضعاف الفئوي للمرحلة العمرية لكونه شاباً (1989)، وطبقي لكونه من العوائل الآسيوية الوافدة (تركستان) إلى جدة ( إقليم الحجاز). ولعل ما حدث لكشغري هو ما دفع "المؤازرة الذكورية" بمناصرة "مذهبية لاوهّابية" عند الداعية الكويتي طارق السويدان، فلا أظن أن هذا سيحدث منه لعلياء المهدي رغم أن الافتراض مناصرة المناضلة العتيقة نوال السعداوي التي تنتسب إلى مواقفها المهدي أكثر من سواها.
وتقدم السويدان رداً، على تحقير له من مفتي السعودية الذي نعته: بالردة والسفه، بأن أكد مسألتين في الدين الإسلامي، وهما حرية الاعتقاد، ولا حد للردة، وقدم ذلك في بيان مطول يكشف عن ذهنية التحول في السياق الإسلامي نحو قيم تحررية من تاريخه المظلم والمخزي.
ويدعم ذلك المفكر جمال البنا الذي يؤكد على قاعدة"لا تدخل للسلطة في ضمير الفرد"حيث ذكرت الردة في النص القرآني دون اقترانها بعقوبة بل إن حرية الاعتقاد للفرد محفوظة في الإسلام. وأضيف هنا إلى أن الباحث عبد الرحمن بدوي اعتمد على تقسيمات الإلحاد الثلاثة عند أفلاطون في كتاب النواميس، فالأول هو إنكار الألوهية، والثاني إقرار وجود الألوهية وإنكار عنايتها بشؤون البشر، والثالثة استجلاب رضا الألوهية بالقرابين والدعوات.
ويعلق بدوي أن"كلمة إلحاد وملحد وملاحدة قد أطلقت بتجاوز شديد إذ لا نجد عند أحد ممن اتهموا بالإلحاد إنكاراً لوجود الله لا عند ابن الرواندي، ولا عند محمد بن زكريا الرازي، ولا عند المعري" الذي يعبر عن النوع الثالث (موسوعة الفلسفة، ج1،المؤسسة العربية، 1984،ص220)، وهو ما جعل الغزالي في كتابه"تهافت الفلاسفة" يكفرهم جميعاً، وامتد هذا إلى تكفير المتصوفة لمفهوم وحدة الوجود، والحلول مثل الحلاج وابن عربي، والصدر الرومي والعفيف التلمساني، وابن الفارض والبلياني.
ورأى بدوي في ملاحظة تستحق الانتباه والتفكير، في كتابه"من تاريخ الإلحاد في الإسلام"(1945) بأن "الإلحاد العربي"، خارجاً عن تصنيف الإلحاد اليوناني بمفهوم أفلاطون الذي ظهر من ديانة ذات آلهة متعددة، يتجه نحو موت فكرة"النبوة" و"النبي" وانصرفوا عن موت فكرة "الألوهية" بشكل مباشر فإن إنكار "النبوة" متعلق بمرسلها وهو الإله، والنبي ليس إلا واسطة، وإن كان يتخذ مكانة تختلط بها القدرات السماوية والدنيوية فتشتبه شخصية النبي والملك في وقت واحد، وبحسب المنطق العضوي للتطور الحضاري فإن الحضارة العربية زمن ظهور ملحدين "تستفرغ إمكانياتها الدينية حتى تغيض عنها موارد التدرين جملة"(بدوي،1945، ص:8).
وإذا فهمنا أن الديانة اليهودية خلقت خصماً ميتاً وهي ديانات الآلهة المتعددة عند البابليين والفراعنة والإغريق لتقف بالضد وتعمم عليهم الوثنية رغم التباين بين تلك الأديان، فإن المسيحية والإسلام اتفقتا في مهاجمة ديانة باطنية واختلفتا في اعتبار الأولى لها هرطقة رغم أنها أصلها، وهي الغنوصية الممتدة من المندائية كما في كتاب" "بحث وتفنيد ادعاء الغنوصية الكاذب" للقديس إيريانوس (ت.120)، وأما الإسلام رآها زندقة وهو عامل حضاري تقويضي لكونها تعبر عن الحزب الفارسي المتمثل بالديانة المانوية كما في كتاب "الفهرست"(938م) لابن النديم(ت.998م)، وهو ما شكل الداء المقلق في تاريخ الإسلام الحضاري تحت مصطلح فضفاض"الانتقام الشعوبي"(بدوي،1945،ص:9).
وربما كانت مصادفة أن يحمل التطور الحضاري عبر نزعة التنوير والتقدم المستمر والنزعة الإنسانية في شعوب دخلت الإسلام جديداً فواجهت عنصراً مؤسساً عنيداً، وهو سبب الانتقاص منها، أي الإرث القرشي (بني العباس على أنقاض بني أمية) فغذّى العصبية ذهنية وسلوكاً إزاء الشعوب المنضوية في الإسلام فاقدة العنصر العربي، -والمعاناة مشتركة مع قبائل عربية مختلفة تمثلها طائفة الخوارج والقرامطة والإسماعيلية- رغم أن رموز الثقافة العربية في عصرها الوسيط يمثلها الأفريقي الجاحظ وزرياب، والتركمانستاني الفارابي، والفارسيين كالكسائي وبشار بن برد وأبي نواس وابن المقفع وأبو بكر الرازي وابن الراوندي بالإضافة إلر رموز عربية كالمتنبي والكندي والمعري وإسحق الموصلي وأبو فراس الحمداني.
وحصرت طوائف الزندقة حسب ابن النديم بـالأولى"رؤوساء المنانية في الإسلام" (يقصد المانوية)، والثانية طائفة المتكلمين(من المذهب الشيعي غالباً)، وطائفة المثقفين(شعراء وأدباء من أصول فارسية) ، وطائفة المعارضة السياسية (من بني عمومتهم الهاشميين) ، فتشكل بملاحقتهم وتصفيتهم ما أسميه "عصر الاضطهاد" (779-786م). وتعرض معظمهم إلى الاعتقال والتعذيب والسجن والإعدام، فمن رؤوساء المانوية، أو ممن يدينون بها : أبو علي سعيد(له مؤلف في المانوية)، وأبو علي رجاء(مناظر مانوي)، وأبو يحيى ويزدانبخت، ومن المتكلمين : ابن طالوت ونعمان وأبو شاكر(متكلم متشيع) أساتذة ابن الراوندي الذي يعد هو أيضاً منهم، وعبد الكريم بن أبي العوجاء، ومن المعارضين السياسيين من الهاشميين: أبناء كل من داود بن علي ويعقوب بن الفضل، ومن خارج الهاشميين ابن أبي عبيد الله (وزير الخليفة المهدي)، ومن المثقفين الشعراء بشار بن برد وإبان عبد الحميد اللاحقي وحماد عجرد والكاتب ابن المقفع (بدوي،1945،ص42-50).
وتعدى الأمر إلى التصفية الجسدية بعد مناظرات كلامية صوب المتصوفين كما حدث للحلاج 922 م، والهمذاني 1131 والسهروردي 1191 حيث يلاحظ دومنيك سورويل بأن" الدور الحقيقي الذي لعبته الخيارات العقائدية الخالصة في المواقف والبغيات التي أرادها حكام العصر تصعب معرفته، فالبدع والمصالح السياسية تختلط، غالباً بشكل يصعب فصلها فيه، مع تأثير التوترات الاجتماعية"(الإسلام،ترجمة علي مقلد، دار التنوير، 1998، ص120)، إن تطور وضع تصفية الخصوم الدينيين والسياسيين من مثقفي المجتمعات العربية منذ مسلمة الحنفي والنضر بن الحارث أسست "عقيدة التكفير" من تهمة التكذيب والزندقة وصولاً إلى الإلحاد والازدراء، وعقوبة العنف اللفظي والجسدي ضد الشخص، والعنف المادي والمعنوي ضد الكتاب منعاً وحرقاً لتكشف لنا حضارة غلب داؤها على دواؤها، وهنا أذكر نظرية أطوار الكلام عند عبد الله القصيمي التي تنطبق على التاريخ الإسلامي حيث عللت مقولة"العرب ظاهرة صوتية" الطور الثاني: طور الكلام أو الكائن المتكلم(مصدر الأصوات والألفاظ: أي المصوّت) أي: "كائن متصادم ويتشاتم ويتخاصم مع الآخرين ومع الأشياء ومع نفسه"(ما وراء الوجه،أحمد الواصل، الدار العربية للعلوم،2011،ص:157)!
وعلى ما سبق أشعر أن كل أبعاد الدين يمكن مساءلتها والتشكيك بها اختباراً لها وليس استهانة، فكل دين يحتوي على سبعة أبعاد، من البعد الخرافي-الأسطوري، ومن العقائدي-الفلسفي،والطقسي –العلمي، والخلقي –القانوني أو التشريعي، والحركة المنظمة أو الاجتماعية، والمادي والفني، والبعد التجريبي(سهيل بشروئي ومرداد مسعودي، تراثنا الروحي، دار الساقي،2012،ص30-31). والموقف من حوار الأفكار والكلام في الإسلام الذي يمثله البعد العقائدي-الفلسفي يدفعنا إلى البعد التجريبي حيث تخيل الشخصيات ورؤيتها إذا كان للإله حدود المائة اسم وصفة، فكيف ببشره الذين أحسن تقويمهم لا يمكن تجسيدهم لوصف تجربة الاعتقاد الديني عند المؤسسين تكريساً للحظات الاستنارة الإلهية؟!.
وهذا ينقلنا إلى الثالثة وهي تهمة التطاول بتجسيد "شخصيات الإسلام المؤسس"، وهو أمر متجاوز في اليهودية والمسيحية، ولكن يشار إلى أول فتوى منعت تسجيد النبي والصحابة والمبشرين بالجنة كانت عام 1926 –قبل السينما الناطقة- حين حضر وداد عرفي إلى القاهرة لينجز فيلماً عن النبي محمد ورشح لبطولته الممثل يوسف وهبي الذي صور لنفسه متخيلاً شخصية النبي ونشرت في الصحافة فوئد الفيلم وقتها.
وأصدرت هيئة كبار العلماء عام 1973 منع مسلسل عن مؤذن الرسول بلال بن رباح فنقل العمل إلى الإذاعة وبث في قطر وقتها !، وحين أنجز مصطفى العقاد فيلم"الرسالة"(1977) منع عرضه في مصر لظهور شخصية عم النبي وهو حمزة بن عبد المطلب، ومنع أيضاً فيلم "القادسية"(1981)، ورغم أنه المراجع الشيعية قدمت موافقة صريحة في تمثيل شخصية الأنبياء كما في كتاب"فقه الحياة"(1999) لمحمد حسني فضل الله، وكتاب"الفقه للمغتربين "(2000) لعلي الحسيني السيستاني، فإن هذا ما شجع المخرجين الإيرانيين إلى إنتاج أعمال منوحي حياة الأنبياء حسب القرآن الكريم، مثل مسلسل يوسف الصديق(2009) ومريم المقدسة(2010).
بينما استمر المخرجون العرب ينتجون مسلسلات موضوعاتها التاريخ العربي الإسلامي، فقدموا مسلسل" خالد بن الوليد"(2008)، ومسلسل"بدر الكبرى"(2008)، ومسلسل "الحسن والحسين"(2011)، والآن يثير تقديم مسلسل"عمر"(2012) عن عمر بن الخطاب جدلاً .
ففي حين توفرت فتوى الإجازة من قبل بعض شيوخ الإسلام عارض بعض آخر غير أن أزمة المقدس تكشف عن هشاشة العلاقة مع الماضي المجهول بعدم الثقة في المرويات التاريخية للشخصيات الإسلامية في جهة، وفي جهة أخرى توظيف السياسي لهذا التراث الديني ليخدم أهداف طائفة ضد أخرى. وإذا ما رصدنا الجانب التربوي والإعلامي الذي يعيد تسويق التاريخ الديني عبر الفنون ولغة العصر الشاشة المرئية والناطقة فلا نجهل أن هؤلاء بشر لهم ماض ملكهم ولهم مستقبل هو ملكنا. غير أن استعار قضية مسلسل "عمر" تلميح يكشف إلى صراع خفي بين تيارات الإسلام السياسي التي تعود في أشخاص كل من ناصر العمر وسلمان العودة إلى منعطف التحول بين أعضاء"جماعة الصحوة"، وهو ما يشير إليه محمد الأحمري. وعليه فإن ما مر بنا ليؤكد أن الدين الإسلامي يدخل منعطفاً جديداً يهدد وجوده عبر محاكمته فلقد انكشفت النوايا الشخصية عند المتدينين الفاعلين في الفتوى غير المقدرين إذا ما تدخلوا بين المسلم وعقيدته، وبين المسلم وحريته، وبين الدين وتاريخه.
وهذا يدفعنا إلى تأمل بسيط نختم بها نحو "حركة اللأديانية" التي من الممكن أن تدفع نحو صورة مسلم غير متدين، تتجاوز احتكار الفتوى وحصرية مظاهر التدين، فمن خدمة نزعة الموت، وإدانة العقل، ومقت العلم وتجريم الغريزة إلى الفلسفة البديلة لا تبحث عن الحقيقة بل تخترعها ولا تجزم بها، والإيمان النسبي الذي يصنع الإله ويحطمه، وإكرام البيئة لا بتوظيفها غيبياً، وحماية الإنسان لا تحميله أمانة مجهولة بلا طائل!
وللأسف قد قال ذلك بول كيرتز في كتابه"الفاكهة المحرمة: أخلاقيات الإنسانية"(1988)، وصدرت له ترجمة عربية عن منشورات الجمل 2012، بأن الاستقلال الذاتي للبشر خارج التعاليم السماوية، قد يساعد البشرية في تطوير قيمٍ أخلاقية عقلانية مبنية على تثمين الطبيعة والوعي لمركزية الآداب الأخلاقية العامة، وحينها سيكون من الممكن لنا أن نخلق مجتمعاً علمانياً موثوقاً به".
وسبقه عبد الله القصيمي الذي ثمن دور الإنسان في الحياة من خلال عنوان كتاب موح"الإنسان يعصى لهذا يصنع الحضارات"(1972)فذكر في أحد فصوله أن "انتصار النبي هزيمة نبوءته" فيغدو الإيمان "محاولة من محاولات الاعتقال أو التحديد لطموح الإنسان ولاحتمالات وطاقات التحديق والتحليق والتحديق به"( ص392)، وأن عصيان الإنسان "هو تخطي ما كان، هو تخطي أشواط الطبيعة"(ص389)، وإن هؤلاء العصاة ليسوا سوى "الطبيعة في عديد أشكالها وثيابها ووحداتها ولغاتها. إنها تتنكر في صور وصيغ آلهة وأنبياء وزعماء ومذاهب وأديان وأخلاق وأشياء أخرى"(ص 420). وهأناذا، أرى موسى يحرث البحر وتركه قومه، ويسوع يحول الماء خمراً حتى لم يعد ماء يروي عطشاً، ومحمد يزجر الرياح الصامتة من كهف البداية والنهاية.
إذن، دعوا الأديان تحاكم مستقبلها سواء بأنبيائها أو بدجاليها!
روابط:
لا عقوبة للردة.. وحرية الاعتقاد عماد الإسلام، جمال البنا، أون إسلام
النص الأساسي لتغريدات حمزة كشغري
د.طارق السويدان يردُّ على مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ
ضد الهرطقات لإيريناوس أسقف ليون
مسلسل «عمر» يعيد جدل «تمثيل الصحابة»